الخميس 19 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

محمد على.. المخرج الفنان

المخرج محمد على
المخرج محمد على

حساس محمد على، كـ مخرج وكـ إنسان وكـ قارئ بـ يسعى لـ تحصيل معرفة فعلية، مش زى كتير من قراء الكتب يهمهم فى المقام الأول الحصول على سمعة كـ مثقفين أو مهمين أو عندهم وعى هـ يفرتك دماغهم، لـ درجة إنه كتير من الناس بـ يندهشوا من حجم قراياته وتنوعها.

أول مرة أخدت بالى من اسمه، لما عمل أول فيلم ليه ٢٠٠٦، وهو «لعبة الحب» اللى كان بطولة هند صبرى، وعرفت ساعتها إنه اشتغل كـ مساعد مع يوسف شاهين، وكان مع داود عبدالسيد فى «سارق الفرح»، وله تاريخ طويل من العمل فى السينما رغم إنه سنه مش كبيرة على مشواره وعلى الأسماء اللى اشتغل معاها. 

كان واضح إنه الفيلم «قماشة تانية» عن السائد ساعتها من أفلام كوميدية «أيام هنيدى وسعد» مع هامش لـ الأكشن بـ خلطة اجتماعية، وكنت شايف إنه دى جرأة من مخرج لسه بـ يبتدى، لـ إنه تعريف الجرأة بـ النسبة لى مرتبط بـ إنك تعمل حاجة خاصة بيك، مش جرأة الموضوعات ولا التنفيذ، إنما معرفتى الشخصية بيه جات بعد كدا بـ سنين.

قائمة أعمال محمد على من مسلسلات وأفلام معروفة، وموجودة ممكن الاطلاع عليها من مواقع الإنترنت المختلفة، وهى أعمال فى أغلبها مهم، إنما الأهم من الأعمال اللى قدمها، الأعمال اللى ما قدمهاش، أو خلينا نكون متفائلين ونقول: «اللى لسه ما قدمهاش»، الأعمال اللى فى دماغه وقلبه، واللى بـ يحلم بـ تنفيذها.

عادة بـ أشوف إنه المخرجين بـ يبقوا مشغولين بـ مكانهم فى السوق، بـ التالى تفكيرهم مش بـ يبقى فى الموضوعات اللى هـ يقدموها، ولا هـ يقدموها إزاى، إنما فى حركة الإنتاج، أولًا الجهات اللى بـ تنتج، ثانيًا النجوم اللى هـ تقبل الأعمال، بـ التالى المتاح هو الطريق دا أو دوكهه، فـ أنا كـ مخرج هـ أحجز أنهى كرسى، مش أنا عندى «رؤية» بـ شأن إيه أقدمه.

الطريقة بـ تستهلك كتير من طاقات المخرجين الإبداعية، بـ تتفاوت قدرتهم على ضبط المنتج، فـ يخرج العمل «صح» أو لو المخرج قدراته متواضع بـ تبقى فيها عيوب، لكن يبقى إنه الرؤية العامة مش بـ تبقى بتاعته كـ مخرج، هو بـ ينفذ المطلوب، بـ ينفذه بـ أنهى جودة، دا موضوع تانى، المهم إنه منفذ.

محمد على من الناس القليلين اللى لا يمكن تشوفه وتقعد معاه إلا وهو بـ يفكر «على الأدق» بـ يحلم بـ مشروعات خاصة، ويقعد يكلمك عنها كتير، ويشرح لك تفكيره فى طريقة تصويرها وتنفيذها، وهو متابع جيد بـ المناسبة لـ أساليب التصوير بره، مش بس من حيث نوعية الكاميرات المستخدمة، إنما فى ابتكار زوايا وتصميم مشاهد، ومناسبة دا لـ نوعية الموضوعات.

لما تقول له: حلوة الفكرة دى! هـ تعملها مع مين نجم؟ أو مين من المنتجين، يقول لك: لأ، دى حاجة فى دماغى، فـ تبقى عايز تقول له: وغالبًا هـ تفضل فى دماغك، لـ إنه الإنتاج مش بـ يحصل كدا، لكن ما تبقاش عايز تفصله عن «مشروعه».

الظريف إنه دا مش معناه إنه حالم ومنفصل عن الواقع، بـ العكس، هو متابع جيد جدًا، وبـ يقرا تقريبًا كل ما يصدر من كتب خصوصًا الأعمال الأدبية، وفى كل مرة تشوفه لازم يرشح كتاب أو كاتب جديد إنت لسه ما سمعتش عنه، وفى الأغلب إلا ما ندر لما تروح تشوف اللى رشحه بـ تلاقيه فعلًا يستحق المتابعة والتقدير.

مهم جدًا يبقى عندنا فنانين زى محمد على، مهم.