الأربعاء 23 أكتوبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

خالد أبوالعيون

خالد أبوالعيون
خالد أبوالعيون

الإحصاء الرياضى فى مصر بـ عافية حبة، لأ، حبتين تلاتة، ونخص بـ الذكر ما يتعلق بـ كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى بـ مسافات بعيدة عن أى لعبة تانية. والواحد حزين لـ هذا التراجع كونها أساسًا لعبة تنافسية أبوها الأرقام، فضلًا عن إنه الإحصاء هو مفتاح التاريخ، بـ الإحصاء تقدر تحدد إنت هـ تدور على وعلى مين وإمتى، مفيش حد بـ يروح يدور فى التاريخ عميانى.

لـ حد وقت مش بعيد، كان تاريخ الكورة فى مصر مظلم تمامًا، وكان غياب الإحصاء هو السبب الأول لـ حد ما ربنا أكرمنا بـ وجود خالد أبوالعيون، اللى نعرفه برضه بـ اسم خالد جمال، الإحصائى الأول فى بر مصر، والأستاذ لـ كل اللى ظهروا فى السنين الأخيرة لـ ملء المنطقة دى من أول د. عادل سعد لـ حد أصغرنا، وبـ التالى اللى جايين.

خلينى أقول لك بعض اللى عمله خالد، مبدئيًا هو كان من الأوائل، وربما الأول، ممكن طرقوا عالم فحص الصحافة بديلًا عن السجلات، يعنى إذا مفيش سجلات فى اتحاد الكورة، وإذا كانت الطرق الشفاهية غير دقيقة وتؤدى لـ توهان أكتر، فـ الصحافة المعاصرة لـ الحدث هى المصدر الأقرب لـ التوثيق.

سنوات وسنوات وسنوات ولـ حد دلوقتى، ما زال خالد بـ يبحث عن الوثائق دى فى دار الكتب وأى مكان ممكن يكون فيه أرشيف، وهو اللى علمنا الفروق بين الصحف، بـ التالى اختصر علينا وقت طويل فى البحث.

مثلًا يعنى، تغطية فترة السبعينيات أحسن مصدر تحصل منه على معلومات هو جريدة المساء، اللى تراجعت مع بداية التمانينيات، وبقت الأخبار هى الأدق والأظبط، علشان تعرف حاجة زى كده كان ممكن تقعد شهور تتفحص أرشيف الفترة، ودى حاجة صعبة جدًا، هو نقلها لنا بـ كل بساطة، من غير ما يحس إنه عمل حاجة.

كمان خالد هو اللى وضع جميع الأسس اللى اشتغل عليها من جاء بعده، ودا كان نتيجة جهوده فى الاتصال بـ الإحصائيين عبر العالم واشتغاله فى معهد الإحصاء الدولى وحصوله على عضويته فيه، فـ عمل إطار يحدد مسار بذل الجهود فى المضمار دا، وبقى فيه مفاهيم ومصطلحات كل يوم بعد يوم بـ تثبت أكتر.

لكن تبقى أهم حاجة عملها خالد أبوالعيون، وهو إنه لم يعتبر ما تحصل عليه ملكه الشخصى، ولا كنز لازم يخبيه، بـ العكس، أساسًا أول معرفتى بيه قبل سنين لما كنت بـ أدور على معلومة، وحسيت إنها ممكن تكون عند فلان وعلان، فـ كله زاغ، لـ إنه مش عايز يتيح لا المعلومة ولا وثائقها، فـ بعت له إلكترونيًا فى رسالة يائسة، كان الرد «ولاحظ مفيش معرفة بينا خالص» إنه بعت لى كل ما يتعلق بـ المعلومة، وكل الوثائق المتاحة عنده، أكتر حتى من اللى طلبته بـ كتير.

ثم يبقى كتابه الخالد «الإغريق والرومان فى الملاعب المصرية»، اللى هو بـ يحل ألغاز كتير تتعلق بـ علاقة الكرة المصرية مع الأجانب، ويفتح آفاقًا واسعة لـ فهم دا من الناحية الاجتماعية والسياسية فى البلد، وكيف كانت حالة الجاليات المختلفة اليونانية والإيطالية، ونشاطهم اليومى وأماكن تجمعهم، وكيف ومتى بدأ الوجود يقل لـ حد ما زال.

الحكاية دى كانت مفيدة فى تغيير وجهة نظرى القائمة على معلومة راسخة «تبين لى أنها غير دقيقة» إنه دولة يوليو وعبدالناصر تحديدا هو المسئول عن التحول الفجائى، وإنه مصر تفقد طابعها الكوزمبوليتانى، وبـ أقول مصر لـ إنه الموضوع أوسع من القاهرة والإسكندرية.

لو فتحت فى الكلام عن دور خالد وجهوده مش هـ أخلص، فـ هـ أكتفى بـ إنى أقول له: شكرًا!