الأربعاء 18 ديسمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

فاليرى بومان: بنية الأسرة تنهار فى أمريكا.. والرجال غير راغبين بالزواج

فاليرى بومان
فاليرى بومان

- تجربة تتحدى كل المحرمات الثقافية حول الأسرة والإنجاب لتحقيق حلم الأمومة 

- المؤلفة: البحث عن متبرع فى البنوك كان يشبه إلى حد كبير التسوق على «أمازون» دون التقييمات الواقعية

صحفية حائزة على عدة جوائز، تتمتع بخبرة تقرب من عقدين من الزمن، تعمل حاليًا مراسلة استقصائية فى مجلة «نيوزويك» الأمريكية، وفى السابق كانت تعمل كمراسلة تحقيقات، ومراسلة قانونية أولى فى «بلومبرج القانونى»، حيث قامت بتغطية قضايا التقاضى الصيدلانى، كما عملت أيضًا فى «نيوزداى» ووكالة «أسوشيتد برس»، كمراسلة سياسية.

عن أهم الأفكار التى جاءت فى كتابها: «لا يمكن تصوره: المتبرعون الفائقون بالحيوانات المنوية، والتلقيح خارج الشبكة، وتنظيم الأسرة غير التقليدى»، كان لـ«حرف» هذا الحوار مع فاليرى بومان.

■ فى البداية.. لماذا أردتِ أن تكونى أمًا عازبة؟

- لم أكن أريد أن أكون أمًا عازبة باختيارى. كنت أرغب فى الحصول على شريك وعائلة، لكنى أعتقد أن الثورة الجنسية قد غيرت الثقافة الأمريكية فى العقود الخمسة الماضية، وأصبح الرجال أقل تركيزًا على الأسرة والزواج. لم أكن محظوظة بما فيه الكفاية للعثور على شريك يريد الاستقرار معى، وأهدرت الكثير من سنوات إنجابى على رجال تأخروا وكذبوا بشأن رغبتهم فى الزواج والأطفال.

عندما كنت فى الثامنة والثلاثين من عمرى أدركت أن خياراتى كانت أن أصبح أمًا منفردة باختيارى، أو ألا أصبح أمًا أبدًا على الإطلاق. هذا الخيار الأخير لم يكن شيئًا يمكننى التعايش معه.

■ ما نوعية المصادر التى اعتمدت عليها فى كتابك؟

- أجريت مقابلات مع العشرات من المتبرعين والمتلقين للحيوانات المنوية من أجل كتابى. لقد أجريت أيضًا مقابلات مع محامين وأطباء وعلماء نفس تنمويين وإخصائيين فى أخلاقيات علم الأحياء.

■ كيف تصنفين كتابك، هل هو كتاب اقتصادى أم اجتماعى أم إنسانى؟

- كتابى واقعى ويمزج بين المذكرات والصحافة الاستقصائية. ويدرس القضايا الاجتماعية التى تشكل أنماطًا جديدة فى الإنسانية.

■ لماذا يلجأ الأمريكيون إلى هذا العالم لبناء أسر غير تقليدية؟

- أعتقد أن بنية الأسرة تنهار فى أمريكا. وهذا أمر جيد فى بعض النواحى، فالهياكل الأسرية الجديدة، مثل الأمهات العازبات باختيارهن، يتم قبولهن ومعاملتهن على قدم المساواة من قبل المجتمع والقانون. 

لكن يعد هذا أمرًا سيئًا من بعض النواحى، ومرة أخرى، أعتقد أن الثورة الجنسية التى بدأت فى الولايات المتحدة فى الستينيات قد أفادت فى نهاية المطاف الرجال الذين يريدون ممارسة الجنس غير الشرعى دون الاستقرار. وهذا يترك المزيد من النساء يشعرن بعدم الرضا ودون شريك. وقد أدى هذا أيضًا إلى تأخير سن إنجاب الأطفال، الأمر الذى يصبح مشكلة بالنسبة للنساء، اللاتى لديهن قيود بيولوجية على خصوبتهن بمجرد وصولهن إلى سن معينة. 

بالإضافة إلى ذلك أصبحت الرعاية الصحية فى أمريكا، خاصة علاج الخصوبة والتبرع بالحيوانات المنوية، باهظة الثمن إلى حد فاحش. التكلفة العالية تدفع المزيد من الناس للبحث عن الحيوانات المنوية المجانية عبر الإنترنت. يأتى هذا مصحوبًا بالعديد من المخاطر، ولكنه يمكن أن ينجح مع الأشخاص الراغبين فى البحث وتخصيص الوقت للعثور على المتبرع المناسب.

■ هل هناك اهتمام من جانب دول أخرى بهذا العالم؟

- يجد الناس فى جميع أنحاء العالم متبرعين بالحيوانات المنوية عبر الإنترنت، على الرغم من أن هذا يبدو أكثر انتشارًا فى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا. على سبيل المثال تبحث العديد من النساء فى الدول الآسيوية عن متبرعين بالحيوانات المنوية من تلك الدول.

■ لماذا يقوم الرجال بالتبرع بحيواناتهم المنوية؟

- لدى بعض الرجال رغبة إيثارية فى التبرع بالحيوانات المنوية، رغم أن هذه هى الأقلية. والغالبية العظمى من الرجال الذين يقومون بذلك لديهم ولع بالتكاثر. لقد رأيت بنفسى كيف لم يَعُد هؤلاء الرجال يستمدون السعادة من العلاقات الإنسانية الطبيعية والصحية، كل ما يهمهم هو الأرقام. وتجد مجموعة ثالثة من الرجال أنفسهم راغبين فى إنجاب عدد من الأطفال أكبر مما يمكنهم دعمه ماليًا بشكل واقعى. 

يتيح لهم التبرع بالحيوانات المنوية إنجاب المزيد من الأطفال دون تحمل المسئولية المالية. القيام بذلك عبر الإنترنت يمكن أن يسمح لهم بإقامة علاقة «من نوع ما» مع أطفالهم البيولوجيين الذين تتم تربيتهم على يد المتلقين.

■ ما الآثار النفسية والأخلاقية لفكرة إنجاب الأطفال عبر الإنترنت؟

- أكبر استنتاج فى هذه النقطة هو أن الأشخاص الذين يسعون إلى إنجاب طفل عن طريق «الأمشاج» المانحة يجب أن يضعوا الطفل أولًا، حتى قبل ولادته. أعنى بذلك التأكد من اختيار متبرع جيد يرغب فى مقابلة الطفل. يجب أن تخبر طفلك منذ ولادته عن قصة أصله حتى لا يتفاجأ أبدًا بمعرفة تراثه الجينى. هدفى هو ألا يتذكر ابنى يومًا واحدًا عرف فيه عن والده البيولوجى، ولكننى أدمج ذلك بنجاح فى المحادثات اليومية، حتى يصبح شيئًا يعرفه دائمًا عن نفسه وعن عائلتنا.