ياسر عبدالعزيز: برامج المقالب جزء من صناعة الإعلام العالمى

قال الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز إن برامج المقالب أصبحت فى الآونة الأخيرة تحقق نجاحًا كبيرًا باعتبارها جزءًا من صناعة الإعلام فى العالم أجمع الذى يتضمن دوره الترفيه والتسلية أيضًا، مؤكدًا أن ما يردده البعض عن وجود تنمر وإهانة يتعرض لها الضيوف فى تلك البرامج مردود عليه بأن العقود التى يوقعها هؤلاء النجوم تضمن تنازله عن حقه فىما يتعرض له مقابل العقد.
عن صناعة الإعلام وبرامج المقالب وموجة منصات السوشيال ميديا التى أصبحت تهدد مكانة المحطات التليفزيونية ووسائل الإعلام بشكل عام تحدث الخبير الإعلامى الدكتور ياسر عبد العزيز لـ«حرف»..
■ من وجهة النظر الإعلامية والأكاديمية تعتبر برامج المقالب إخلالًا أو تشويهًا يؤثر بالسلب على شكل الإعلام؟
- صناعة الإعلام فى العالم أجمع لها العديد من الأدوار والوظائف من بينها الترفيه والتسلية وجميع وسائل الإعلام تقدم هذا اللون من الإعلام وكذلك منصات السوشيال ميديا أصبحت هى الأخرى تقدم العديد من برامج المقالب، وحققت هذه البرامج نجاحًا ساحقًا، بدليل أنه لم يصدر عنها أى شكاوى إلا فى حدود ضيقة ونادرة للغاية، المهم هنا أن يتم تقديمها بما لا يخل بشكل الرسالة المقدمة أو لا يسىء للضيف أو المشاهد ولا تترك له أثرًا سيئًا بمرور الوقت، بمعنى أدق يجب أن تلتزم هذه البرامج بالمعايير الإعلامية الصحيحة.
■ وما تلك المعايير؟
- هناك العديد من المعايير، أولها أن يحصل المذيع والبرنامج على موافقة الضيف، سواء كان نجمًا رياضيًا أو فنانًا أو مواطنًا عاديًا، وثانيًا يجب ألا يترتب على هذه المقالب أضرار خاصة أو عامة سواء للضيف أو المشاهد، وثالثًا لابد وأن تتوافق تلك البرامج والمادة المقدمة مع الذوق العام للبلد الذى يتم الإذاعة فيه بما لا يخدش طبيعة وحياء المتلقى فى هذه البلاد.
■ وهل تختلف المعايير بين بلد وأخرى وبين عصر وآخر؟
- بالتأكيد، هناك بعض المجتمعات التى كان يغلب فيها التنمر بسبب لون البشرة على سبيل المثال أو بسبب الديانة ومع الوقت منحت هذه السمات حصانة وحماية كبيرة وتغيرت خريطة السخرية والتنمر، وأصبحت هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها أو المساس بتلك الفئات.
■ بعض البرامج تتضمن عبارات تنمر وأحيانًا تصل إلى حد السب تجاه الضيوف.. هل تندرج هذه المقدمات تحت بند الإهانة؟
- من المتعارف عليه أن ضيوف برامج المقالب من نجوم وفنانين يوقعون عقودًا مالية كبيرة تضمن أجورهم مقابل الموافقة على إذاعة الحلقة، بالتالى الموافقة على كل ما جاء فيها من تنمر أو عبارات يراها الجمهور إساءة أو غير ذلك، وبهذا التوقيع والعقد يتنازل الضيف عن حقه فيما لحق به من إهانة أو تنمر.
■ هل تستطيع السوشيال ميديا بمرور الوقت أن تسحب البساط من تحت أقدام الإعلام والمحطات التليفزيونية؟
- بالتأكيد، بل نجحت بالفعل منصات السوشيال ميديا المتنوعة فى أن تغير شكل خريطة الإعلام وأصبحت تزداد مساحتها مع مرور الوقت وتحل محل الإعلام التقليدى الذى بدأ يتراجع بشكل كبير، لذلك من المتوقع أن يتغير شكل الإعلام فى المستقبل لصالح هذه المنصات، والأمر هنا لا يتعلق فقط بالمحتوى المعروض ولكنه متعلق أيضًا للمتغيرات وظروف العصر الحالى من سرعة وتكنولوجيا.