الخميس 21 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

عقل قصور الثقافة

محمد عبدالحافظ ناصف: لن نوقف أى مشروع من عهد الوزراء السابقين

محمد عبدالحافظ ناصف
محمد عبدالحافظ ناصف

- نسعى لزيادة دور «سينما الشعب» إلى 50 بالتعاون مع «المتحدة»

- تحديث نوادى التكنولوجيا.. والإعلان عن مسابقة «تطبيقات» قريبًا

- استعدادات لإطلاق أول تطبيق كتب أطفال ودورى ألعاب إلكترونية

- نعمل على إطلاق «سينما الأطفال» وتقديم عروضها فى موسم المدارس

هو واحد من أهم كوادر الهيئة العامة لقصور الثقافة، ويمتلك خبرة تجعله مُلمًا بكل ما يتعلق بها من مشروعات وتفاصيل وأسرار، وهو ما تتعاظم أهميته خلال هذه الفترة، التى تولى فيها الدولة اهتمامًا خاصًا بملف بناء الإنسان، الذى تعتبر قصور الثقافة من أهم أسلحته، فى ظل انتشارها الواسع بمختلف محافظات الجمهورية.

هو محمد عبدالحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، الذى كلفه الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، أوائل الشهر الجارى، بالأعمال الإدارية والمالية للهيئة، بعد انتهاء ندب الدكتور عمرو بسيونى كرئيس للهيئة.

وسبق أن تولى «ناصف» رئاسة الهيئة من قبل، ثم انتقل لتولى مسئولية المركز القومى لثقافة الطفل، لذا هو يعلم جيدًا كل ما تحتاجه قصور الثقافة لإحداث نهضة حقيقية بها، وهو ما يستعرضه فى حواره التالى مع «حرف».

■ توليت إدارة قصور الثقافة من قبل ثم عُدت إليها مرة أخرى بعد أكثر من ٨ سنوات.. ما أهم الاختلافات التى توقفت أمامها بين التجربتين؟

- اختفاء مجموعة كبيرة من الزملاء من أبناء الهيئة المحبين والمؤمنين بها، بفعل الزمن، سواء بالرحيل أو بالمعاش، أو بالبحث عن فرصة وجود وتحقيق ذات فى هيئات أخرى داخل أو خارج وزارة الثقافة، بعد أن ضاق عليهم الفرص داخل هيئتهم، وهُمِشوا فيها بفعل الصراعات والاختلافات مع بعض القيادات فى الرؤى وطريقة العمل.

وقد كنت ممن غادروا الهيئة العامة لقصور الثقافة إلى المجلس الأعلى للثقافة، ولم أفكر فى العودة لها، بعد أن وجدت ضالتى فى العمل بعيدًا عن مسمى الوظيفة، التى لم تكن تشغلنى كثيرًا، لتصبح مهمتى هى البحث عن جيل جديد من أبناء الهيئة قادر على دفع عجلة العمل إلى الأمام.

وقد بحثت مع الزملاء قبل ١٠ أعوام عن قيادات فى كل مكان، من خلال برنامج لتدريب القيادات، ويوجد كثيرون من خريجيه الآن يقودون عددًا من مواقع الوزارة المتنوعة فى القاهرة والأقاليم.

■ عرضت هيئة قصور الثقافة عدة مشروعات على الوزيرة السابقة الدكتورة نيفين الكيلانى، من بينها برنامج «أنا رقمى».. إلى أين وصل الآن؟

- أطلقت الهيئة مشروع «أنا رقمى» بالتعاون مع عدد من الجهات داخل وخارج وزارة الثقافة، وهو يعتمد على عدة محاور رئيسية، هى الاكتشاف والدعم والرعاية والتسويق والتحليل.

ولا يزال المشروع قائمًا حتى الآن، لطرحه ضمن رؤية الدولة لتحقيق أهدافها فى ملف «بناء الإنسان»، وعلى رأسها كشف ورعاية ودعم المواهب وتأهيلها إلى الحاضر المختلف والمستقبل الذى صار عصيًا على التخيل، من خلال برامج مختلفة ومتنوعة لذلك.

ونعمل الآن على مراجعة «نوادى التكنولوجيا» فى قصور الثقافة، وتجهيزها بالكوادر والأجهزة المناسبة، لتكون نقطة انطلاق ودعم قوية لهذا البرنامج وغيره، مع العلم أن عدد هذه النوادى ٨٦ ناديًا، من بينها ٥١ على درجة «جيد» و«جيد جدًا» و«ممتاز»، بينما يحتاج الباقى إلى مراجعة وتحديث.

ونجهز كذلك مسابقة خاصة بالتطبيقات التكنولوجية ضمن «أنا رقمى»، وسنعلن عنها بشكل رسمى قريبًا، بعد موافقة مجلس إدارة الهيئة، إلى جانب التجهيز لأول تطبيق لكتب الطفل، بالتعاون مع قطاعات الوزارة وكوادر الهيئة.

سنتعاون كذلك مع لجنة «الثقافة الرقمية» واتحاد الألعاب الإلكترونية لإقامة أول دورى ألعاب إلكترونية داخل قصور الثقافة، علاوة على توزيع جوائز «المخترع الصغير» و«اصنع كتابك الإلكترونى» قريبًا.

وأشير هنا إلى أنه لا شىء سيتوقف من أى مشاريع أطلقتها الدكتورة نيفين الكيلانى، أو الدكتورة إيناس عبدالدايم، أو أى من الوزراء السابقين، فيما يخص هيئة قصور الثقافة. والدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة الجديد، من الجماعة الثقافية، وسيدفع بأى نجاح سابق إلى الأمام. ونحن فى النهاية دولة مؤسسات، وللوزارة استراتيجية بأهداف وبرامج محددة نبنى عليها جميعًا، لذا من المحال تجاوز أى نجاح، فى ظل وجود رؤية واستراتيجية للمستقبل.

■ لك باع طويل فى التعامل مع الطفل.. هل سنرى أى مشروعات خاصة به وباكتشاف المواهب خلال الفترة المقبلة؟

- سيكون الطفل والنشء أحد أهم أولويات هيئة قصور الثقافة، وسنعمل بكل جد لتحقيق ما يطلبه ويحتاجه على حد سواء، خاصة مع الاهتمام الكبير الذى توليه له الدولة خلال الفترة الأخيرة، ضمن هدفها الأساسى لبناء الإنسان، وتنفيذ برامج لرعاية الموهوبين فى كل الوزارات.

وبدأت «قصور الثقافة» العمل فى ملف الطفل بالفعل، من خلال الإعلان عن أكبر مسابقتين فى تاريخها، وهما «مصر تقرأ» و«مصر ترسم»، وسيتم قريبًا الإعلان عن مسابقة التطبيقات التابعة لبرنامج «أنا رقمى».

وخلال شهر أغسطس المقبل، سيُعلن عن أول مهرجان لمسرح الطفل تابع لهيئة قصور الثقافة، فى السامر وروض الفرج، وسيُعرض من خلاله أكبر الإنتاجات المسرحية للطفل، علاوة على تقديم عدة سلاسل نوعية جديدة للطفل، والتعاون مع المركز القومى لثقافة الطفل فى عدد من المشاريع المتعلقة بالنشر ودعم أطفال الرعاية والإسكان البديل.

ونعمل على إنشاء وحدة للرسوم المتحركة فى هيئة قصور الثقافة، والتعاون مع أكاديمية البحث العلمى، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فى إنتاج أفلام سينمائية للأطفال، علاوة على العناية بأغنية الطفل وإقامة مهرجان سنوى لها، بالتعاون مع الجهات المعنية المختلفة.

■ ماذا عن مشاركة هيئة قصور الثقافة فى مهرجان العلمين؟

- شاركت الهيئة فى النسخة الأولى من مهرجان العلمين، من خلال تقديم عروضها المختلفة فى مدينة العلمين، على مدار ٦ أسابيع، بواقع ٤٨ فعالية على الممشى، و١٢ على المسرح الرومانى، بمشاركة قطاعات الوزارة المختلفة، وعلى رأسها قطاع الإنتاج الثقافى وصندوق التنمية الثقافية.

تشارك الهيئة للعام الثانى على التوالى بقوة وفعالية فى مهرجان العلمين، إيمانًا منها بحق المواطن فى وصول الخدمة الثقافية إليه، خاصة داخل المصايف، باعتبارها أماكن مهمة ومزدحمة وتسهم فى الجذب السياحى.

وتنظم الهيئة مهرجانات شعبية فى مختلف المحافظات، تغطى من خلالها كل أنحاء الجمهورية، بهدف إسعاد الشعب المصرى، وعلى رأسها «صيف بلدنا»، و«أهالينا الثقافى»، و«أهل مصر» لأبناء المحافظات الحدودية.

■ كيف يتم الاستفادة المثلى من المواهب مثلما نرى فى جائزة الدولة للمبدع الصغير؟

- جائزة الدولة للمبدع الصغير واحدة من أهم الجوائز التى أطلقتها الدولة، قبل ٤ سنوات، وليس لها نظير فى المنطقة العربية والإفريقية، وهى لا تكتفى بمجرد منح الجوائز، بل تواصل تقديم الرعاية للأطفال الفائزين، بالتعاون مع جميع القطاعات المعنية.

وتوجد قرارات وزارية لدور كل قطاع فى دعم جائزة المبدع الصغير، فدور المركز القومى لثقافة الطفل يقع فى المنطقة الأدبية والعلمية. وأصدر المركز سلسلة أدبية للفائزين برئاسة تحريرى، بالتعاون مع أمانة الجائزة، أصدرت ٣٠ كتابًا للأطفال بالفعل، مع تنظيم حفلات توقيع للأطفال فى معرض القاهرة للكتاب، وأثناء احتفالات شهر رمضان فى السيدة زينب.

وجرى الاتفاق مع المركز القومى للبحوث بإنشاء حضانة لرعاية الفائزين علميًا. واختار المركز طفلين لرعاية بحثهما العلمى بالفعل. بينما ترعى الأوبرا الموهوبين فى الموسيقى، وقطاع الفنون التشكيلية الموهوبين فى الرسم، وهكذا.

ويدرس المركز القومى لثقافة الطفل اتجاهات كتابة ورسوم الأطفال، ويعمل على تحليلها فى بحثين. وهناك رؤية لتسويق منتجات هؤلاء الأطفال، وحفظ حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها.

■ نفذ مشروع النشر فى «قصور الثقافة» العديد من المشروعات المهمة مثل «سلسلة الهوية»، ومن بعدها إعادة إنتاج ٥٢ كتابًا من أعمال عميد الأدب العربى طه حسين.. ما رؤيتك الجديدة للمشروع؟

- يعتبر مشروع النشر أحد أهم المشاريع التى له فلسفة خاصة فى الهيئة العامة لقصور الثقافة، وسنحاول الحفاظ عليه بكل جهد ممكن. وسيكون لبعض السلاسل دور كبير فى تحقيق رؤية الهيئة، مثل سلسلة «الثقافة العلمية»، التى يجب أن تكون شهرية وليست فصلية، مع زيادة النشر فى مجالات علوم المستقبل. وسيكون كذلك هناك سلسلة لتبسيط العلوم للأطفال، إلى جانب عودة سلسلة «الكاتب الصغير» و«الرسام الصغير» لصغار المبدعين فى الأقاليم، خاصة من وصلوا القائمة القصيرة من جائزة الدولة للمبدع الصغير.

■ ماذا عن مشروعات الهيئة فى المحافظات الحدودية مثل «أهل مصر»؟

- سنعمل على زيادة الاهتمام بمشروعات المناطق الحدودية، ليصل إلى أهلنا فى هذه المناطق ما يصل لأهل هنا، بل سيكون لهم بعض التميز النسبى فى بعض الأنشطة والأولويات، وهذا حقهم الذى يحصلون عليه منذ عام ٢٠١٤.

شرفت بأننى كنت من المجموعة التى كُلفت أيام الدكتور جابر عصفور بذلك من عدة نواحى، منها بناء مواقع ثقافية جديدة وتطوير القديمة فى حلايب وشلاتين وأبورماد وسيناء والوادى الجديد وأسوان، إلى جانب إقامة أنشطة وفعاليات مختلفة ومتميزة هناك.

وأؤكد أن هذه المشروعات أولوية للدولة فى الوقت الحالى، وتدفع وزارة الثقافة بتنفيذها بكل قوتها، مع رعايتها الكريمة من القيادة السياسية، من أجل تقديمها فى أحسن صورة.

■ كيف توازن الآن ما بين مشروعك الإبداع وعملك فى إدارة قصور الثقافة؟

- أعتبر نفسى فى مهمة جليلة ولست فى منصب. قال لى الدكتور جابر عصفور- رحمه الله- عندما توليت مهمة قصور الثقافة: «ستطرح مشروعك التأليفى جانبًا»، وكان على حق. لكن أنا لدى مخزون من الكتابة السردية والدرامية والنقدية يعوض حالة التوقف المؤقت لعدة أشهر. سأعمل على تحقيق توازن بين الأمرين، لأن القراءة والكتابة علاج لى، أستشفى بهما حين يزيد التعب والإرهاق.

■ أثبتت «سينما الشعب» أنها كانت ضرورة ملحة.. ما رؤيتك لهذا المشروع؟

- «سينما الشعب» واحد من أهم المشروعات التى تنفذها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لتحقيق مجموعة من الأهداف المهمة، منها دعم صناعة السينما، من خلال وجود عدد كبير من دور العرض فى المحافظات، والتى يزيد عددها على 20 دارًا، مع وجود طموح للوصول بها إلى 50 فى عدة سنوات قليلة.

ونأمل أن يكون هناك تنوع فى تقديم أفلام تناسب جمهور قصور الثقافة، وإنتاج سينما للطفل تُقدم لهم فى موسم المدارس، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وبسعر تذكرة منخفض يناسب الطلاب.